1. الصفحة الرئيسية
  2. دوليّ
  3. الصراعات المسلحة

تحذير من كندا وحلفائها إلى إسرائيل من شنّ هجوم على رفح

عائلة فلسطينية نازحة في مخيم مؤقت في مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة في 10 شباط (فبراير) 2024.

عائلة فلسطينية نازحة في مخيم مؤقت في مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة في 10 شباط (فبراير) 2024.

الصورة: Reuters / MOHAMMED SALEM

RCI

في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بشنّ هجوم بري على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة التي تغصّ بحوالي 1,5 مليون نازح، تحث دول، من بينها كندا، رئيسَ الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على إعادة النظر في الأمر.

ففي بيان مشترك صدر مساء أمس الأربعاء، قال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ونظيراه الأسترالي أنتوني ألبانيزي والنيوزيلندي كريستوفر لوكسون إنهم ’’يشعرون بقلق بالغ‘‘ إزاء المؤشرات التي تفيد بأنّ إسرائيل تخطط لشن هجوم على المدينة، مضيفين أنه سيكون ’’كارثياً‘‘ في حال حصوله.

وجاء في البيان أنّ ’’حوالي 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى المنطقة (رفح)، ومن بينهم العديد من مواطنينا وعائلاتهم‘‘.

’’نحثّ الحكومة الإسرائيلية على عدم السير في هذا الطريق. ببساطة، لا يوجد مكان آخر يذهب إليه المدنيون. هناك إجماع دولي متزايد. يجب على إسرائيل أن تصغي إلى أصدقائها ويجب أن تصغي إلى المجتمع الدولي‘‘، أضاف رؤساء حكومات الدول الثلاث.

’’حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية وهي مطلب بموجب القانون الإنساني الدولي. ولا يمكن جعل المدنيين الفلسطينيين يدفعون ثمن هزيمة (حركة) حماس (الفلسطينية)‘‘.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً في مجلس العموم.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً في مجلس العموم (أرشيف).

الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

وقال رؤساء الحكومات الثلاثة إنّ ’’هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية‘‘ وإنه ’’يجب إطلاق سراح الرهائن‘‘ الذين تحتجزهم حماس.

وأضافوا أنّ ’’الحاجة إلى المساعدات الإنسانية في غزة لم تكن يوماً أكبر ممّا هي الآن‘‘ وأنه ’’يجب توفير الإغاثة الإنسانية السريعة والآمنة ودون عوائق للمدنيين‘‘.

’’لقد كانت محكمة العدل الدولية واضحة: يجب على إسرائيل ضمان وصول الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الأساسية، ويجب عليها حماية المدنيين. وقرارات المحكمة بشأن التدابير المؤقتة ملزمة‘‘، قال الزعماء الثلاثة في بيانهم.

’’نحن واضحون في أنّ وقفاً مستداماً لإطلاق النار ضروري لإيجاد طريق نحو ضمان السلام الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين. وأيّ وقفٍ لإطلاق النار لا يمكن أن يكون من جانب واحد، ويتعيّن على حماس أن تلقي سلاحها وأن تطلق سراح جميع الرهائن على الفور، وإننا ندين مرة أُخرى حماس بشكل لا لبس فيه بسبب هجماتها الإرهابية على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر)‘‘، أضاف رؤساء حكومات الدول الثلاث الحليفة.

يُشار إلى أنّ عشرات القتلى سقطوا في عملية إسرائيلية خاصة استهدفت رفح يوم الاثنين. وتمكنت القوات المهاجمة، التي تحركت تحت غطاء غارات جوية، من إنقاذ رهينتيْن إسرائيلييْن. لكنّ مسؤولي الصحة المحليين يقولون إنّ 67 فلسطينياً على الأقل قُتلوا خلال العملية وأُصيب عشرات آخرون بجراح.

وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي تتحدث في مؤتمر صحفي.

وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي تتحدث في مؤتمر صحفي (أرشيف).

الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الـ’’أونروا‘‘ UNRWA)، يقيم حالياً نحو من 1,5 مليون شخص في رفح.

وهذا العدد أكبر بست مرات من عدد سكان المدينة قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر)، تاريخ بدء الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي كانت آنذاك تسيطر على كل قطاع غزة. فقد لجأ أكثر من مليون فلسطيني إلى المدينة هرباً من الهجوم الإسرائيلي الذي ألحق دماراً واسعاً بمعظم قطاع غزة.

والنازحون الذين لم يتكدّسوا في ملاجئ مكتظة يقيمون في الشوارع وعلى شاطئ البحر وفي شريط أرض رملية بمحاذاة الجدار الحدودي مع مصر.

’’أنا قلقة للغاية بشأن ما يحدث في غزة، وخاصة في رفح‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي للصحفيين يوم الاثنين، مضيفةً أنّ كندا تعارض أيّ عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لأنها ’’ستكون مدمِّرة‘‘ وأنّ ’’العملية الإسرائيلية المستمرة مدمِّرة للنازحين الفلسطينيين ولجميع الذين لجأوا إلى هناك، بمن فيهم الرعايا الأجانب والكنديون‘‘.

دخان القصف يتصاعد من قطاع غزة بعد غارات جوية إسرائيلية في 11 شباط (فبراير) 2024.

دخان القصف يتصاعد من قطاع غزة بعد غارات جوية إسرائيلية في 11 شباط (فبراير) 2024.

الصورة: Associated Press / Ariel Schalit

وبدأت الحرب الحالية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 بهجوم شنته حماس من قطاع غزة على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل قرابة 1.200 شخص، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات الإسرائيلية. واختطف المهاجمون حوالي 250 شخصاً آخرين أخذوهم معهم كرهائن إلى قطاع غزة، وتمّ الإفراج عن 105 منهم في عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل وحماس أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، وتمكّنت القوات الإسرائيلية من تحرير رهينتيْن أُخرييْن. ويقول الجيش الإسرائيلي إنّ 29 رهينة قُتلوا.

وردّاً على هذا الهجوم وعدت إسرائيل بـ’’القضاء‘‘ على حماس، فحاصرت قطاع غزة بشكل كامل وقصفته بشدة قلّ نظيرها وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب حتى اليوم بمقتل حوالي 28.670 شخصاً فيه، غالبيتهم من النساء ومن الأطفال والأشخاص دون سنّ الـ18، حسب وزارة الصحة في حكومة حماس، عدا عن حوالي 68.000 جريح.

ولا يزال سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة، والذين اضطر حوالي 1,7 مليون شخص من بينهم إلى الفرار من منازلهم، يواجهون وضعاً إنسانياً كارثياً، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة. وسيتفاقم الوضع أكثر إذا ما شنّت القوات الإسرائيلية هجوماً على رفح المكتظة بنحو 1,5 مليون نازح.

(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘ مع إضافات من وكالة الصحافة الفرنسية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

العناوين