1. الصفحة الرئيسية
  2. سياسة
  3. علاقات دولية

بعد توقيف هنود في كندا في جريمة اغتيال، الهند تتهم كندا بإيواء ’’مجرمين‘‘

وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار مخاطباً الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 24 أيلول (سبتمبر) 2022.

وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار مخاطباً الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 24 أيلول (سبتمبر) 2022.

الصورة: afp via getty images / BRYAN R. SMITH

RCI

اتهم وزير الخارجية الهندي كندا باستقبال مجرمين من بلاده. وكان سوبرامانيام جايشانكار يعلّق على الاعتقالات الأخيرة التي قامت بها الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) في جريمة قتل ناشط كندي من طائفة السيخ أثارت توترات بين أوتاوا ونيودلهي.

ووصف جيشانكار أوتاوا بأنها المحرّك الأوّل لما وصفه بحركة عنيفة لأشخاص من طائفة السيخ يحاولون اقتطاع بلدٍ خاصٍ بهم من الهند.

’’هذا ليس مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة. مشكلتنا الأكبر الآن هي في كندا‘‘، قال جايشانكار يوم السبت خلال منتدى للمثقفين في الهند عُقد في مدينة بوبانسوار على الساحل الشرقي للبلاد.

وكانت الشرطة الملكية الكندية قد أوقفت ثلاثة مواطنين هنود يوم الجمعة الماضي واتهمتهم في جريمة اغتيال ناشط كندي من طائفة السيخ يُدعى هارديب سينغ نيجار في مقاطعة بريتيش كولومبيا في حزيران (يونيو) 2023.

وقُتل نيجار بعيارات نارية فيما كان يغادر معبداً سيخياً في مدينة ساري في منطقة فانكوفر الكبرى.

صورة من الأرشيف للناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار (في وسط الصورة) الذي قُتل في مقاطعة بريتيش كولومبيا في حزيران (يونيو) 2023.

صورة من الأرشيف للناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار (في وسط الصورة) الذي قُتل في مقاطعة بريتيش كولومبيا في حزيران (يونيو) 2023.

الصورة: CBC / Ben Nelms

وكان نيجار ناشطاً متحمساً لإنشاء وطن لأتباع الديانة السيخية يُدعى ’’خالصتان‘‘، وأثار مقتله موجة من الاحتجاجات والمسيرات ضد الدبلوماسيين الهنود في كندا.

وبلغت تلك الاحتجاجات مستوى عالياً من الحدّة بعد أن اتهم رئيسُ الحكومة الكندية جوستان ترودو في 18 أيلول (سبتمبر) السلطاتِ الهندية بالضلوع في اغتيال نيجار.

وخلال حديثه في المنتدى في بوبانسوار، أجاب وزير الخارجية الهندي على أسئلة حول مواضيع متعددة. فسأله أحد الحضور عن رغبة دول مثل الولايات المتحدة وكندا في إقامة شراكة مع الهند فيما تسمح هذه الدول لأشخاص يقيمون فيها بدعم حركة انفصالية تعتبرها نيودلهي غير دستورية. واستفسر شخصٌ آخر عن الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الملكية الكندية يوم الجمعة.

ردّ جايشانكار على كلا السؤاليْن بالقول إنّ الحزب الليبرالي الحاكم في أوتاوا وأحزاباً سياسية أُخرى، لم يسمّها، تتودّد للانفصاليين السيخ للحصول على أصواتهم وإنها ’’أعطت هذه الأنواع من التطرف والانفصالية ودعاة العنف شرعية معيّنة باسم حرية التعبير‘‘.

إحراق صورة لرئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي خلال تظاهرة لكنديين سيخيين أمام القنصلية الهندية في تورونتو في تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

إحراق صورة لرئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي خلال تظاهرة لكنديين سيخيين أمام القنصلية الهندية في تورونتو في تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

الصورة: Getty Images / AFP/COLE BURSTON

وتضمنت احتجاجات العام الماضي في كندا ضد حكومة رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي ملصقات تدعو الناس إلى ’’قتل الهند‘‘ وتعرض مكافآت مالية مقابل عناوين منازل المسؤولين الهنود.

وقال جيشانكار إنه سأل وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي عن ’’الهجمات أو التهديدات‘‘ التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية الهندية وموظفيها في كندا.

’’أقول لوزيرة الخارجية (الكندية ميلاني جولي): ’افترضي أنّ هذا الأمر حدث لك. لو كان الأمر يتعلق بأحد دبلوماسيّيك، أو بإحدى سفاراتك، أو بعلم بلادك، كيف سيكون رد فعلك؟‘ لذا، علينا أن نحافظ على موقفنا قوياً‘‘.

وردّاً على الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الملكية الكندية الأسبوع الماضي، كرّر جايشانكار اتهام وزارته الحكومةَ الكندية بأنها تسمح لعناصر إجرامية بالعمل في كندا والانضمام إلى الانفصاليين السيخ.

"هؤلاء مجرمون مطلوبون من الهند، لقد منحتموهم تأشيرات دخول وتسمحون لهم بالعيش هناك‘‘، أضاف جايشانكار موجهاً كلامه إلى السلطات الكندية.

اجتماع ثنائي بين رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي (إلى اليمين) ونظيره الكندي جوستان ترودو في نيودلهي على هامش قمة العشرين في أيلول (سبتمبر) 2023.

اجتماع ثنائي بين رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي (إلى اليمين) ونظيره الكندي جوستان ترودو في نيودلهي على هامش قمة العشرين في أيلول (سبتمبر) 2023.

الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrick

وكانت نيودلهي قد أثارت المخاوف نفسها قبل أسبوع من إعلان ترودو أنّ السلطات الهندية ضالعة في اغتيال نيجار.

ففي أيلول (سبتمبر) الفائت اجتمع ترودو بمودي على هامش قمة الدول الـ20 في نيودلهي، وأشارت السلطات الهندية آنذاك إلى وجود ’’صلة للقوى (الانفصالية الداعمة لـ’خالصتان‘) بالجريمة المنظمة وعصابات المخدرات والاتجار بالبشر‘‘.

لكنّ أوتاوا أصرّت مراراً وتكراراً على أنّ الهند لم تثبت أنّ الأشخاص الذين تتهمهم بالإرهاب قد ارتكبوا فعلاً أيّ شيء يُمكن اعتباره جريمة بموجب القانون الجنائي الكندي.

يُذكر أنه في شباط (فبراير) الفائت قال أحد كبار موظفي وزارة الخارجية الكندية لأعضاء البرلمان إنّ المسؤولين الكنديين عرضوا على نظرائهم الهنود عقد ’’ورشات عمل‘‘ حول موضوع سيادة القانون، لأنّ تعريف الهند للإرهاب ’’لا يتوافق دائماً مع نظامنا القانوني‘‘.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

العناوين